الصفحـــــــة الرئيـســـــــــة

الاثنين، 20 يونيو 2011

تكست -العدد 13- سانتياغو فيلافانيا شاعر الفلبين - قصائدي لتكست- التقاه عبدالستارعبداللطيف


سانتياغو فيلافانيا شاعر الفلبين

Santiago Villafania

"أهدي قصائدي لقراء تكست"

لقاء عبر الفيسبوك اجراه عبدالستار عبداللطيف




اعتقد انه من الصعب ان يقدم الشاعر نفسه لجمهور لا يكاد يعرف عنه وعن بلاده الاّ لماما فما بالك بوجود حاجز اللغة ... و مع ذلك لا بد ان اقول اني شاعر متمرس حصلت على جوائز ادبية كثيرة - منها جائزة افضل كِتاب لعام 2003 و افضل كاتب عام 2004 و جائزة الاستحقاق عام 2005 واخيرا جائزة الكِتاب الوطني لعام 2007 و هو الكتاب الاول في اللغة البانكاسينانية – لغتي الام - الذي يحظى بمثل هكذا جائزة، اما في مجال النشر، فقد نشرت لي كبريات الصحف المحلية والعالمية مثل بالون سيليو Balon Silew و فيليبين كرافيك Philippine Graphic و صندي تايمز Sunday Times Magazine و حيرون نيست (عش مالك الحزين) The Heron's Nest و هايكو Haiku و موقع ايكدراسيل (شجرة الخلود) Ygdrasil و مجلة الحلقة Circle Magazine و مجلة كرمزون فليت (الاسطول القرمزي) The Crimson Fleet و فيليبين بانوراما Philippine Panorama و بيكولاتا رفيو Picolata Review و غيرها الكثير و اني






رجل اكاديمي ، حائز على شهادة الماجستير بالادب الانكليزي و تاريخ اللغات ، و معروف في بلدي الفلبين اذ امتلك صحيفة الكترونية اون لاين اسمها ماكاتا Makata كما اصدرت انثولوجيا للشعر العالمي و الشعر الفلبييني و لدي خبرة في تصميم المواقع و تطوير الشبكات و لهذا فأني اعمل في كلية اميليو اكونالدو بهذه الصفة، اما عن نشأتي ، فانا انتمي اصلا الى مقاطعة بانكاسينان Pangasinan الواقعة قي المنطقة الغربية الوسطى لجزيرة لوزون على خليج لينكايين حيث ولدت عام 1971 و التي تشتهر بالملح بل هي المصدر الرئيس لانتاجه على نطاق الفلبين و من هنا اشتق اسمها الذي يعني (ارض الملح) كما تشتهر بصيد اسماك داكوبان و بزراعة الرز و لهذا ترى الناس يحتفلون و يقيمون المهرجانات و تصدح الاغاني و تنشد القصائد و تحكى الحكايات بلسان الرواة الشعبيين التوماتاكوميين Tumatagaumen و تتحرك الاجساد بالرقص و الطرب وقت حصاد الرز و الصيد و جني الملح و قد حاولت انا ان انقل جانبا من هذه الطقوس الشعبية في جل ما أكتبه حفاظا على هذا التراث من الضياع ... اذ لدي اكثر من 300 سوناتا و 50 حكاية كتبتها باللغة البانكاسينانية .. وهنا لابد ان تعلم يا صديقي اننا نعاني من مشكلة سببها كثرة اللغات المحكية .. اذ ان البانكاسينانية تأتي بالمرتبة الثامنة من بين اللغات الرسمية المحكية في الفلبين بينما تعتبر لغة الوكانو اللغة المسيطرة لا لشيء الا لانها لغة العاصمة و بالتالي لغة الصحافة و الاعلام و التعليم و التجارة و العمل و تأتي بعدها لغة تاكالوج ... و من هنا انحسرت البانكاسينانية و تقهقرت و صرنا نعيش كمن يعيش في ارض بور لخلو المشهد الثقافي من اية حركة ادبية فاعلة راعية للادب ... و احيانا ينتابنا شعور غريب بأننا قوم في طريقه للانقراض جراء الهيمنة اللغوية و تبعاتها الثقافية من اهمال لتراث و ثقافة الشعوب البعيدة عن المركز ....طبعا انها لغة حية يتحدث بها اكثر من مليوني نسمة و هي لغة غنية بتراثها الشفاهي و باغانيها و حكاياتها و بالحكم و الامثال والاساطير و الخرافات و قصص الجن و المخلوقات الخرافية و اغان الحب و الغزل .. و طبعا يقع اللوم على الحكومات المحلية و الحكومة المركزية و اعتقد ان غالبية المناطق التي تعيش ازدواجية او (تعددية) لغوية تعاني مثلما نعاني لانه هنا يتعرض تراث شعب برمته لاهمال او اغفال او غلبة ثقافة مهيمنة على ثقافة مهيمن عليها ... و من هنا جاء مشروعي الذي اعتبره نهضويا و بدأته فعلا باحياء التراث البانكاسيناني عن طريق الدعوة للكتابة باللغة الشعبية و توظيف طقوس المانا و حصاد الرز و حكايات التوماتاكوميين الذين يوثقون باسلوب الحكاية الطقوس الاحتفالية ذاتها بحسب فصول السنة ثم الممارسات الشامانية و الاحيائية اضافة لاستخدام الرموز الدينية المسيحية – بصفتها دين وفد للفلبيين مع مجيء الاسبان في القرن السادس عشر، اذن توظيفها بالشعر ... اما لماذا في الشعر تحديدا، فأعتقد ان الشعر - و يسمى بلغتنا آنلونج anlong- هو وعي الامة و وجدانها واعتقد انه لا يمكن اقامة ادب قومي وطني فلبيني دون ارساء اولا اسس و مباديء الاداب المحلية – لكل الناس - سواء من ذوي الاغلبية السكانية او الاقلية ... و تجلى اهتمامي هذا حتى في اختيار عناوين المجاميع الشعرية الخاصة فعلى سبيل المثال لدي ديوان بعنوان Malagilion و هو يضم سوناتات .. حيث يتكون من مفردة اشتقت من جذر ثلاث كلمات- الاولى مالاباتي Malapati و تعني الحمامة دلالة على ولادة الشعر و الثانية آجيلا Agila و تعني النسر دلالة على التحليق في الافاق اما الثالثة لايون Lion تعني الاسد الذي يرمز عندنا الى المستقبل... و لهذا السبب و غيره طالبت باقامة المهرجانات الادبية و رصد جوائز للكتاب و الشعراء الذين يكتبون بهذه اللغة و تأسيس المنتديات الثقافية لتدريب الشباب على الكتابة الابداعية هذا اضافة الى ما ينشر في الصحافة من مقالات و طبع منشورات و توزيع ملصقات ...كلها ترمي الى هدف واحد و هو احياء التراث و اللغة البانكاسينانية كما سعيت من جانبي لدعوة وزارة التربية لتضمين هذه اللغة و ثقافتها في المناهج الدراسية و اعتقد ان جهودنا اثمرت ...نعم انا اقرأ لشعراء عرب من ابرزهم نزار قباني و السياب و منير مزيد و شكرا لك اولا لهذا الحديث و ثانيا لاهدائي كتابيكم باللغة الانكليزية - الاول (بوابة الشعر العربي المعاصر) - الانطولوجيا التي اشتركت فيها مع الشاعر منير مزيد The Gateway to Modern Arabic Poetry و الثاني (المادة العربية في اعمال الشاعر الانكليزي جوسر) The Matter of Arab in Chaucer الذي فتح اذهاننا على عمق التراث العربي و مدى تاثيره في تكوين الحضارة الاوربية عموما وفي بناء ثقافة جوسر- ابو الشعر الانكليزي و شكرا لجريدة تكست علما اني اضفت رابطها في موقعي الخاص و بهذه المناسبة اقدم لكم بعضا من قصائدي هدية لقرائها ....







1.سوناتا الى روح قاصدة الحج

A Sonnet to A Pilgrim Soul





عندما تكسو الشمس السماء ذهبا كل صباح

عندما ينسحب الظلام انسحابه المشرف مضطرا

هلا انت بسامع تلك الموسيقى الهاربة في الهواء

ما دام ما بوسعك أسر النغمات!

عندما تنشر الصباحات اجنحتها الدفيئة الذهب

عندما تكون السماء الياقوتية عميقة و لا كلمات توصف

هلا أجلت بصرك هناك و متعته بأمور

لن تراها حتى في الاحلام

ألا تشعرين انت بالوحشة، أيتها القاصدة الحج المحبوبة

لو فقط سمح العالم لهبوطك ان يكون طورا

فسيأتي زمان تسوّد فيه عيونهم

ويسقطون ايضا في مصير هو مصيرنا نفسه بروحه ذاتها

قوقعة فارغة تذوى الى تراب

عندما تأتي ايامنا في الشمس الى الماضي










2.الاغنية الاخيرة للبحر

Swansong of the Sea







تلك الليلة سمعت للبحر اغنيته الاخيرة

همسات عشاق مجهولين

يسرقون السماء و الازل

اذ اغنية حزينة لطيرهو احد هؤلاء الحجيج

تتناوب الصمت والليل

لكن الريح و الامواج توميء هامسة – "الهدوء"!

انتظرت النهار حتى يفيق

و انا اشعر ان الارض تتنفس

تحت نبضات درب التبانة

ثم ان اصبعا هزّه الاله اطلس فأعقب

الاهتزاز الاهتزاز، الرجفة الرجفة، الفجأة الفجأة،

مثل اي تسونامي، صارت للبحر اجنحة

دون بلاغ او حتى مبرر، حلّ الموت

بهولاء الذين سمعوا تراتيل النسيان

ثم اني سمعت للبحر اغنيته الاخيرة

و اغان الذين رحلوا الحزينة.










3. و يزداد اوارها

Rekindled







اغنية طحن الرز تعزف الليلة

في مكان ما ليس ببعيد جدا كانت لونا- مملوكة الصياد

تستحم في مجدها، تعلن عن

الرقصة الاولى لهذا التجمع

هنا يقدم من حصد، ما بذر

الى ربة الارض و البذر

انا سمعت تراتيلهم الصامتة و هم يغنون

الحكاية الاخيرة لهذا الراوي من التوماتاكومين

ذي الصلاة المتوحشة، مبتدأ

باهتزازته الايقاعية – بتلك التسرعات

انا رايتها كلها تلمع جسدا واِيهابا

قبل ان تأكل الجمرات انفاسها!

ما مسني أحدُ و لا حتى بهدوء، ليعنّ ليّ

هذا الطقس الوثني، هذا الشبق: اول الاشياء

لكنه هو الصوت في وجودي، هو الشعر

اغنية طحن الرز تعزف الليلة!

في مكان ما ليس ببعيد جدا تلك هي لونا التي تحصد

في طريقها لمعانقة آدميتي التي صارت تعلو..

سيسمعون صرخة قصائد الصيد، قصائدي!











4. ديباجة للخلاص

Prelude to Redemption







نحن،

الان اكثر شبابا،

شعراءالجنس الجديد الجريئيين

يقتل أحدنا الاخر

بالبراغي

و ما صنعناه من الصواميل

نحن جيلُ

ألسنة الثعابين

و حروف الابجدية الاخيرة

علّ صبرنا

من ترهات

الحداثة الجديدة و ما بعدها

قصائدنا

وجبات سريعة الاستهلاك...

بونسايا : اشجاركبيرة في اصص صغيرة

مسكونة بذكريات

عن علامات الترقيم و تواريخ

بحور الشعر و قوافيه

عشنا حياتنا

في ملحقات أبراج عاجية

لا نصل اليها الاّ من الابواب الخلفية

ما نحن الاّ ظلال

لشيوخ طعناهم طعنات الموت

و مضغنا صفحات ارواحهم ثم لفظناها

كي نرسم

صورة مشرقة

لانفسنا

كي نمهر

تواقعينا على الدهر

كي نُخلصَ آدميتنا











5. أو يا مورفيوس

O Morpheus





هلا غنيت لي تهويدة...

اية تهويدة تهدهدني ، تنعسـني الليلة!

ترسل لي انفاس ليذه - نهر النسيان- بقبلاته البخارية

فما عندي ترياق السلوان ارشفه لاُغرق

هذا العقل في خدرٍ او حتى احلام كونية

اريد ان اسرق لحظة نجمية

و اهرب من قشرتي، هذا الجسـد

كي استطيع قياسها و وزنها عن بعد

كي اضعها في اتون درب التبانة كما لو في مهد

كي تغدو ذرة نقية

او حتى مادة عصية على الموت

ان يخطفها من مشبك الكون

انت يا مورفيوس

هلا غنيت لي تهويدة...

اية تهويدة تهدهدني تنعسـني الليلة!

تفتح لي اروقة لجج الظلمة..

انا... الذرة النقية... سوف ادخل

انا ...الذرة النقية... سوف ادخل و انخز

عين الموت النزرة !











6. ليالٍ نثرية


Prose Nights






-1-

الان و قد كُتب

الجنونُ

الشعرُ

الامتدادَ القصير لحياة تعاني

من مرضٍ شبحٍ

متحجر فوق هذه الصفحة

له صوت

وعينان تتكلمان عن ذاتها

صوت ليس مشرقا

مثلما هي وردة النهار

صوت اسود مثل وجه الليل

يحترق بكلمات

لسوف تذكرك

بشفاه تقصد الحج... شفاهي

من دلّلّك بقبلات مسروقة

سونتات عاشق

و الشعر المنثور

-2-

اراك في احلك ساعاتي ظلمة

وردة ولّدتها

رغباتي الارضية

اسمع همسات

ثوبك الحرير

على بعض الشواطئ القرمزية

عندما اعير اذني لاتسمع

صوت خيالي

نعم، احسكِ ايضا

عارية في اكثر الليالي وحشة

احس شفتيك ايتها الربة البنية

بين رشفات النبيذ!

* أكاديمي عراقي

ارتباط

العــــودة للصفحـــــة الرئيســـة – العــــــدد 13

العــــودة للصفحـــــة الرئيســـة – تكست جريدة شهرية ثقافية مستقلة


هناك تعليق واحد:

  1. شكرا لمرورك القيّم استاذ دمت مرتفعا ومغنيا للثقافية العراقية .........مع الود

    ردحذف